10-11-2021
بنعيش في زمن بنتواجد فيه جسديًا مع شريك حياتنا، ولكننا بعيدين كل البعد عن بعض، وبدأ يعتقد البعض أن هذا النمط من الحياة المبني على التباعد بين الزوجين وعدم محاولة التواصل مع شريك الحياة أو عدم وجود وقت للتواصل هو سمة من سمات حياتنا المتطورة اللي كل شريك فيها منشغل عن شريكه الآخر في تحقيق أهدافه، فالزوج يتعذر بانشغاله وتحقيق طموحه، والزوجة بمشاغلها وتربية الأبناء أو العمل أو الاثنين مع بعض.
وبالتالي من الطبيعي أنه ما يكون في وقت أو جهد يُبذل في التواصل مع شريك الحياة ويكون الحل المثالي نفس اللي نشوفه في الأفلام، "إننا بعدنا عن بعض خلينا نطلع أسبوع إجازة" وفي الإجازة هذه نتقرب فيها من بعض أكثر ونصغّر الفجوة اللي بيننا وطبعًا نختار أجمل الجزر ونقضي فيها أجمل إجازة مع بعض ونعيش كل الأجواء الرومانسية الجميلة، لكن أول ما نرجع يرجع معنا رتم واسلوب الحياة المتباعدة مرة ثانية.
هذا النمط من الحياة المتباعدة عن بعض هو أحد أسباب الانفصال أو الطلاق كما ظهر في دراسات دكتور جون جوتمان John Gottman المختص في العلاقات الزوجية.
في دراسة أجراها على الأزواج اللي انفصلوا بعد 6 سنوات من الزواج؛ انهم كانوا يتواصلوا مع بعض 33% فقط من وقتهم، بينما الأزواج اللي استمر زواجهم لـ 6 سنوات وأكثر كانوا يتواصلوا مع بعض بنسبة 86% من وقتهم وبالتالي رضاهم عن زواجهم كان عالي.
ممكن البعض يقول "إحنا مشغولين وما عندنا وقت نتواصل ولا نقدر أن نكون على الجوال طول اليوم"، التواصل بين الزوجين لا ما يتطلب انك تكون على الجوال 24 ساعة أو أن الزوجين يكونوا على تواصل طول الوقت، لكن المهم نكون على دراية ومعرفة بما يحدث في حياة شريك حياتنا، بمعنى؛ إذا كان شريكك عنده اجتماع مهم ممكن ترسلي رسالة نصية تطّمني كيف كان الاجتماع أو تنتظريه لما يرجع وتسأليه عن اجتماعه، وإذا كانت شريكتك عندها "عزيمة عشاء"، ممكن إنك تسألها برسالة بعد ما تخلص "العزيمة" كيف كانت، أو وهي بتجهز تسألها إذا كانت تحتاج مساعدة أو أفكار في ترتيب العزيمة، هذه الأفعال البسيطة التي تأخذ أقل من 5 دقائق من وقتك وغير المكلفة ماديًا لها أثر إيجابي أكبر من "سفرية إو إجازة" على أجمل شواطئ المالديف، لأن الدراسات في علم العلاج الزواجي أثبتت أن التواصل المستمر له أثر عظيم في حياة شريكك ويخليه يحس دائمًا باهتمامك وقربك منه.
اعتبر دكتور جوتمان القرب ومحاولة التواصل مع شريك الحياة من المبادئ السبعة لإنجاح الزواج ومحاولة القرب والتواصل المستمر أسماها دكتور جوتمان بـ “الحساب البنكي العاطفي أو Emotional Bank Account" والتي شبه فيها كل محاولة للتواصل والقرب مع شريك الحياة كأنها إيداع مبلغ مالي في حسابك البنكي.
فالهدف من الحساب البنكي العاطفي ليس التنافس مع شريك الحياة أو انتقاده لقلة المحاولات وإنما ملاحظة محاولات شريك حياتك للقرب منك والتواصل معاك، بمعنى إذا كنتي تحاولين أن تتواصلي أكثر مع شريك حياتك لا تلوميه على قلة تواصله معاكي، بل تستمري في التواصل حتى أن تلاحظي تغير على شريك حياتك.
إذا كان لديكم حساب بنكي عاطفي شاركوني تجاربكم وكيف تلاحظون إيداعكم فيه على مواقع التواصل الاجتماعي.
تذكر أن استثمارك العاطفي في قلب شريكك من أهم استثمارات حياتك.
