10 سنوات من التّفهم

شارِك عاداتك

10-11-2021


طموح أي زوجين ببداية علاقتهم أو زواجهم؛ إن زواجهم يكون سعيد، ويكونوا متوافقين مع بعض، وبالتالي تقل الخلافات فيما بينهم.

من أهم العوامل التي تزيد وتعزز التوافق بين الزوجين وجود التوافق الفكري، بمعنى إن الزوجين يكونوا قادرين على تفهم وجهات نظرهم المختلفة، وقادرين يشوفوا وجهة نظر شريك حياتهم التي من الممكن أن تكون مختلفة عن وجهة نظرهم.

وحتى يصلوا لهذا التوافق وهذا الانسجام، من الضروري أن يبني الزوجين ثقافة مشتركة فيما بينهم، من عادات وتقاليد وقيم ومبادئ خاصة بهم هما الاثنين. هذه الثقافة أو المعنى المشترك بينهم سيكون مميز ومختلف عن أي ثقافة أخرى، لأنها مزيج من قيم وعادات ومبادئ لكل شريك في هذه العلاقة؛ سواء تربى عليها ونشأ بها، أو اكتسبها من تجارب الحياة، وبالتالي سيطبقها في علاقته مع شريكه، فنجد دائمًا أن الأزواج السعداء والمتفقين فيما بينهم كوّنوا معنى مشترك وثقافة مشتركة يظهر آثارها على حياتهم، وعندما ندخل بيتهم سنرى أثر هذه الثقافة.

فمثلًا، إذا كان الزوجان يقدِران الفن، سنجد أن أثر الفن واضح في اللوحات الفنية والصور الموجودة في بيتهم، وإذا كان الزوجان يقدران الأثار سنجد كثير من الرموز والتحف الأثرية موجودة داخل البيت، أما إذا كان الزوجان يقدران العلم سنجد أثر الشهادات ودروع التكريم واضح.

اسأل نفسك عزيزي المستمع أو عزيزتي المستمعة، هل كوّنتي معنى مشترك مع شريك حياتك؟ هل لزواجكم معاني مشتركة وثقافة خاصة بكم ينعكس آثارها على حياتكم اليومية وتبرز قيمكم ومبادئكم التي تؤمنوا بها؟
وجد دكتور جون جوتمان John Gottman المختص في العلاج الزواجي، أن إيجاد معنى مشترك وثقافة خاصة بين الزوجين يعد من المبادئ السبعة لإنجاح الزواج.

ووجد أن تكوين ثقافة خاصة بين الزوجين وإيجاد معنى مشترك في الزواج يتكون من العادات والتقاليد والقيم والمبادئ التي يتفقون عليها ويبدأوا يمارسوها في حياتهم.

وحسب الدراسات والأبحاث التي أجراها دكتور جوتمان؛ وجد أن الزوجين الذين يمارسون عادات روحية أو عبادية مع بعض، يسهُل عليهم التوافق وإيجاد معنى مشترك في الزواج، لأنهم يمارسون نشاط ماله علاقة بمشاغل الحياة، وليس فيه مسؤوليات الزواج المعتادة، من الممكن أن تبدأ تمارس مع شريكك أي عبادة دينية أو ممارسة روحانية، تُزيد من التوافق فيما بينكم، وتبدأوا تكونوا ثقافة خاصة بكم.

فمثلًا، من الممكن أن تبدأ بقراءة جزء من القرآن الكريم مع شريكك أو تدبُّر آيات معينة، أو المشاركة في الدعاء، أو المشاركة في عمل خيري تطوعي.
المهم، أن تكون هذه الممارسة لكم أنتم الاثنين، بدون أي فرد آخر من العائلة، أي بدون الأولاد، بدون أقارب، وبدون أصدقاء، لإنه الهدف منها أنكم تتواصلوا مع بعضكم البعض، وتكونوا أكثر قرب وتتشاركوا في نشاط روحاني عبادي معين.

ولإتقان هذه الممارسة، وجعلها عادة، فمن الضروري أن نبدأ في ممارستها بشكل بسيط، فمثلًا؛ نحدد ربع ساعة في الأسبوع الأول لممارستها، وبعد إتقانها ممكن تكون مرتين بالأسبوع خلال الأسبوع الثاني، ومن ثمَّ تصبح ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع الثالث والرابع، إلى أن تصبح عادة يومية كل يوم لمدة ربع ساعة، الهدف منها تخصيص وقت روحاني يقربكم من بعض دون مشتتات الحياة، إنكم تجتمعوا على هدف واحد ويبدأ يتكون معنى مشترك وثقافة مشتركة في زواجكم.